U3F1ZWV6ZTM4NzcxODA5MzYyMjgyX0ZyZWUyNDQ2MDYwOTk3NzQ4Mw==

الدليل الكامل للعمل الحر

يمكن في كثير من الأحيان في جلسة مع الأهل أو الاصدقاء أن يتم سؤالك عزيزي القارئ : ماذا تعمل ؟
لكن عند اجابتك : عامل مستقل ,مترجم ,مصمم جرافيك ,مبرمج... غالبا ما يسبب ذلك دهشة لحد ما لمستمعيك لكن فور أن تشرح عن عملك وكل ما يخصه وكيف أنك تحقق دخل وأنت تستطيع النهوض من مكتبك وأكل أي شيء من المطبخ أو دخول الحمام براحة تامة ! بعد الشرح الذي قدمته سيأتيك السؤال مباشرة بدون مقدمات :

هل تنصحني بترك وظيفتي والعمل كمستقل ؟
ومنه سيقودنا الى التساؤل هل العمل الحر مثير للأهتمام فعلا ويمكن أن يحقق قاعدة تعب قليل = دخل كبير التي يعتبرها الكثيرون حلما لهم وهل يمكن أن أعتبر العمل الحر عمل المستقبل وعمل تقاعدي ؟



العمل الحر (المعروف أيضا بالفريلانس) :

هو مصطلح يشير الى وضيفة مستقلة لاتشترط الارتباط الدائم وإنما تكون وظيفة مؤقتة لإتمام مهمة معينة فقط
أي يمكن أن نقول أنك موظف تعمل تلقائيا عند نفسك أي حر رغم أنك تستطيع العمل بعقود لسنوات محددة مع شركات وحتى مئسسات حكومية لإنجاز مهام محددة
يمكن أن تجد في هذا المجال زبائن من كل المجالات وكافة الفئات من أصحاب أعمال بسيطة ,شركات صغيرة وناشئة الى مؤسسات كبيرة جدا قد تفتح أمامك أفاق وطرق لم تتصورها من قبل

أيجابيات وسلبيات العمل الحر :

طبعا كأي شيء في الحياة للعمل الحر إيجابيات وسلبيات قد يجد البعض أن السلبيات إيجابيات والعكس ولكن لكل شخص وجهة نظره بدأت بالعمل الحر منذ أن بلغت 12 عاما من حياتي أنا حاليا مقبل على 18 عاما ولازلت أعمل في الكثير من المجالات ولدي تخصص محدد .وسأشارك معكم أيجابيات وسلبيات الفريلانس من تجربتي الشخصية والتي تنطبق على الاغلبية.

أيجابيات العمل الحر :

العمل في الوقت والمكان الذي تريده :

 لعل أكثر ما يميز العمل الحر هو الزمان والمكان حيث أنك قادر على العمل في توقيت أنت تحدده في أإلب الاحيان والمكان الذي تريده شرط توفر معدات العمل (حاسوب مكتبي أو محمول ,هاتف ,دفتر الرسم أو الكتابة ...) وتوفر على اتصال أنترنت يمكن أن تعمل من البيت ,الفندق ,الطائرة, الحافلة والكثير من الأماكن ...

إنتاجية. إنتاجية والكثير من الإنتاجية :

لعل هذه من الجوانب المهمة في الفريلانس فعندما تكون موظف في مكان العمل كثيرا ما يقبل عليك زميل العمل لينشر على سبيل المثال ويتحدث عن الوضع السيء وصعوبة الحياة والعيش وفقدان الأمل وكيف أن أمركا عالم ونحن عالم ... وبعد السلبية التي عمت الوسط تغير مزاجك  فلم تعد قادرا على حل مشكلة أمريكا ولا مشكلة المحاسبة التي بين يديك وبهذا قلت الانتاجية كثيرا وتكاد تنعدم.
أما في وظيفتك كمستقل وأنت تعمل من المنزل بإمكانك تشغيل موسيقى تحفيزية أو ايقاع تحبه ليرفع من معنوياتك ,تحضير مشروب أو أكلة تحبها ,الحديث مع الاهل والعائلة عند وقت فراغ بسيط وكل هذا يمكن بنسبة كبيرة أن يزيد من معنوياتك على عكس العمل الوظيفي العادي مما يؤدي بالتأكيد لرفع الانتاجية وسرعة مع إتقان العمل.


أنت مدير نفسك :

إن كنت عاجزًا عن تحمّل عميلٍ فظّ، فكيف بمديرٍ فظ؟ للأسف، لا يتقن بعض المدراء التعامل مع السلطة التي يمنحها إياهم موقعهم، لذا، يميلون غالبًا لتحويل حياتك -كموظف لديهم- إلى جحيم لا ينتهي!

كمستقل، لن تقيّدك سلطة أحد، يُخطئ البعض في الأعتقاد بأن للمستقل (ألف) مدير، ويقصدون بهذا أصحاب المشاريع التي يعمل عليها. لكن الحقيقة أن مفهوم المدير في الوظيفة التقليدية يختلف كليًا عنه في العمل المستقل.
ففي الأخير، أنت لست مُضطرًا للانصياع إلى أوامر لا تفهم المغزى منها، وتساعدك على ذلك طبيعة العمل الحرّ المرنة، حيث يتفهم صاحب العميل أن خبرتك في المجال ربما تفوق خبرته، مما يجعل كل نقطة في المشروع مطروحةً للنقاش عند اختلاف وجهات النظر.

اختر العميل المناسب :

ما جعلني انتقل إلى العمل الحرّ لا الخاص هو أن بمقدوري اختيار عملائي بنفسي، فلو كنت أمتلك متجرًا للألبسة مثلًا، لكان لزامًا عليّ تحمّل فظاظة بعض العملاء وبابتسامة مصطنعة على وجهي أيضًا.

أما بصفتي مستقلاً، فأنا في وضع أفضل بكثير لرفض المشاريع التي لدي اعتراضات عليها. يمكنني اختيار عدم الشراكة مع صاحب مشروع لا أحبه. المستقل هو أكثر الأشخاص صدقًا مع نفسه ومع العملاء.

المدهش في الأمر أن حديثنا السابق عن (فرادة سوق العمل الحرّ) ينطبق على العميل نفسه، فإن كان يتوجب على المستقل إقناع عميله المحتمل بالعمل معه، فكذلك يتوجب على العميل إقناع المستقل المحترف بالعمل معه، وقد يتطلب منه ذلك: رفع ميزانية المشروع أو تمديد فترة التسليم (وربما كلاهما!). 

أنت من يحدد راتبك :

عندما تعمل كمستقل، لا تحصل على راتب. بدلاً من ذلك، لديك القدرة على كسب المال الذي تريده اعتمادًا على الوقت والجهد اللذين أنت مستعد لبذلهما. تنوع عملائك والمناطق الجغرافية التي ينتمون إليها، إضافة لتفاوت ملآتهم المالية، يعني محيطًا من الفرص!

هذا لا يحدث في الوظيفة التقليدية، حيث تجد نفسك مقتصرًا على الراتب الهزيل الذي ستتلقاه نهاية كل شهر، وذلك بغض النظر عن الجهد/الوقت الذي بذلته لتأدية مهامك الوظيفية.

انتهت أيام تحمل المطر :

قد يبدو منظرك وأنت تحمل حقيبتك بيد، وصحيفة تغطي بها رأسك باليد الأخرى مشهدًا من فيلم رومانسي حزين. لكنه واقع جميع العاملين بوظائف تقليدية حين يقفون تحت المطر/أشعة الشمس الحارقة منتظرين وسيلة نقلٍ تقلهم من/إلى منازلهم .

سلبيات العمل الحر :

وبدأت أيام الدموع :

يمكنك تحمل أي شيء في الحياة إلا رضيع يبكي بدون سبب وهذا ما يحصل في المنزل إن وجد أطفال صغار فحين تعمل كمستقل، تصبح تحت رحمة سيل طلبات كل مَن في المنزل ففي نظرهم "أنت لا تفعل شيئًا!" وإن تذرعت بأنك مشغول، قابلوك بالمزيد من الإلحاح الذي سرعان ما يتحول إلى ترجٍ فبكاء.

الدخل المتأرجح :

أحد أكثر سلبيات الفريلانس خطورة من الجانب المادي حيث أنك وخصوصا في البداية معرض لخطورة مادية لهذا ينصح دائما بإدخار مبلغ مالي قبل التهور وترك وظيفتك الأمنة ودخول عالم العمل المستقل فغاليا ما نجد الكثير من المستقلين يحظون في بعض الاحيان بمبالغ هائلة قد تعتبرها بالنسبة لوظيفتك ثروة وفي أوقات اخرى يصنفهم النظام تحت خط الفقر .



أنت مدير نفسك للمرة الثانية :

في العمل الحرّ، أنت مُجبر على التعامل مع مختلف العملاء -باختلاف أفكارهم وأمزجتهم- بلطف، وإلا هدمت علامتك التجارية الشخصية في غمضة عين.بينما العمل في وظيفة يكون أكثر استقرارا يمكنك في بعض الأحيان الاعتذار بسهولة لأنك عميلك مقابل لك لسهولة فهم تعابير وجهه ومشاعره وتحليلها إنسانيا أو ارساله الى المدير لأنه بطبيعة الحال لا يوجد متحدث وشخص إقناعي أفضل من المدير.

مكتئب ووحيد :

حتى لو لم نكن دائمًا نحب زملائنا في العمل، إنما كنا قادرين -بفضلهم- على اقتناص بعض لحظات التفاعل الإنساني.

أحيانًا..أقول أحيانًا.. تحتاج لمن تحادثه وجهًا لوجه، يحدث ذلك -غالبًا- حين تتعرض لصدمة من عميلٍ غاضب، أو تفشل في الحصول على مشروع [رغم أنك أفضل المُرشحين]. يمكن أن تحل هذه المشكلة علاقة زوجة جيدة وربما أنت وحيد ولا تجد غير مساعدك الشخصي في الهاتف يخبرك أنه يحبك.

ختاما :

العمل الحر كأي عمل له سلبيات وايجابيات ,لحظات جميلة ولحظات نتمنى أن لا تتكرر ولا يمكن كذلك إنكار حقيقة أن هناك أشخاص يعتبرونه مصدر دخل أساسي في حياتهم والبعض يجدي ذلك معهم أما البعض فلا يحالفهم الحظ...

إنتظرونا في المقلة القادمة من سلسة الدليل الكامل للعمل الحر.

ولا تنسى مناقشة الموضوع في التعليقات أو متابعة نسخة المنشور في حسابنا على أنستغرام عبر الرابط أو الصورة : الأنستغرام



تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة